شبكة يافا الاخبارية | جهود رائدة ومبادرات ملهمة لمكافحة الأمراض والأوبئة في المنطقة والعالم يسجلها تاريخ الإنسانية بأحرف من نور لدولة الإمارات وقيادتها.
ضمن أحدث تلك الجهود، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، السبت، بإرسال لقاحات إلى 5 دول أفريقية لمواجهة تفشي فيروس جدري القرود.
يأتي ذلك غداة توجيهه بتقديم 5 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة شلل الأطفال في غزة.
بالتزامن مع تلك المبادرات، أعلنت دولة الإمارات توقيع اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لتقديم 7 ملايين دولار لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان بشكل يضمن حصول الأطفال والنساء على الرعاية الصحية الأولية.
مبادرات تتوالى لتؤكد وقوف دولة الإمارات في الخطوط الأمامية لمواجهة الأمراض والأوبئة على المستوى العالمي، بعد أن أسهمت مبادراتها الإنسانية وتبرعاتها السخية المالية في تسريع الخطوات نحو القضاء نهائيا على العديد من الأوبئة والأمراض في دول عدة من مختلف قارات العالم.
مكافحة جدري القرود بأفريقيا
من بين أحدث تلك المبادرات، سترسل دولة الإمارات عدداً من الطائرات إلى الكونغو الديمقراطية، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، والكاميرون، وعلى متنها لقاحات مضادة لفيروس جدري القرود، وذلك استجابة للجهود التي تبذلها هذه الدول الخمس لمكافحة واحتواء تفشي الفيروس.
جاء ذلك بناءً على توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وفي إطار الجهود الإنسانية المستمرة في دعم الدول الشقيقة والصديقة في مواجهة التحديات والأزمات.
وقال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة بالإمارات: "يأتي هذا الدعم تجسيداً للأهمية الكبيرة التي توليها دولة الإمارات لتعزيز العمل الإنساني والصحي على المستوى العالمي، وتأكيداً لالتزامها الدائم بدعم الدول الأخرى خلال الأزمات والكوارث".
وبين أن هذه المبادرة" تعكس القيم الإنسانية التي تحرص عليها دولة الإمارات في إطار سعيها الدائم لتقديم يد العون والمساعدة للمجتمعات المتضررة في مختلف أنحاء العالم".
مكافحة شلل الأطفال بغزة
جاءت تلك المبادرة بعد يوم من توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بتقديم 5 ملايين دولار لدعم حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة بعد تسجيل أول إصابة بالفيروس داخل القطاع.
يأتي ذلك ضمن الجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات في تقديم الإغاثة للشعب الفلسطيني الشقيق خاصة الأطفال استجابة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها.
وستوفر الحملة التي تنفذ بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و"يونيسف" والأونروا، جرعتين من لقاح شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل من غزة دون سن 10 سنوات، لوقف انتشار الفيروس ومنع تفشي المرض في القطاع.
وتنطلق الحملة اليوم الأحد وستنفذ بشكل تدريجي حيث ستبدأ في وسط غزة ثم تنتقل إلى جنوب وشمال غزة.
وستستمر كل مرحلة لمدة 3 أيام خلال فترات الهدنة الإنسانية الخاصة بكل منطقة، مما سيتيح للأسر والأطفال الوصول إلى المنشآت الصحية، وسيتيح للطواقم الطبية المجتمعية الوصول إلى الأطفال.
وقد وصلت حوالي 1.26 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال إلى غزة تمهيداً لإطلاق الحملة، ومن المقرر وصول 400 ألف جرعة أخرى خلال الأيام المقبلة.
وسيشارك في مرحلتي الحملة أكثر من 2,100 عامل صحي، بما يشمل الفرق الصحية المتنقلة.
وانطلقت عملية التخطيط للحملة في أعقاب الكشف عن وجود فيروس شلل الأطفال في غزة في يوليو/ تموز الماضي.
وأكدت منظمة الصحة العالمية في 23 أغسطس/ آب إصابة طفل واحد على الأقل في غزة بالشلل بسبب فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، وهي أول إصابة من نوعها في القطاع منذ 25 عاماً.
تأتي تلك المبادرة ضمن مبادرات إماراتية متتالية لدعم قطاع الصحة في غزة، ضمن مبادراتها الإنسانية الإغاثية المتواصلة.
مبادرات تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، محاولة مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في قطاع يئن تحت قصف إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الأمر الذي أثر في القطاع الصحي واستنزف قدراته وعطل مرافقه وأدى إلى خروج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة.
وضمن سلسلة مبادرات أطلقتها دولة الإمارات بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خصصت الإمارات مبادرات عدة لدعم قطاع الصحة في غزة، من أبرزها:
- افتتحت دولة الإمارات مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة بطاقة أكثر من 200 سرير بإشراف فريق طبي إماراتي يضم أكثر من 100 طبيب وممرض وصيدلي وفني معمل.
- افتتحت الإمارات مستشفى عائما آخر في العريش المصرية بطاقة 100 سرير.
- أعلنت دولة الإمارات، استضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات.
- أيضا أعلنت الإمارات استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
دعم الرعاية الصحية الأولية بالسودان
ومن فلسطين إلى السودان، حيث أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، الجمعة، عن توقيع اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لتقديم 7 ملايين دولار أمريكي لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان.
وتخصص الاتفاقية 6 ملايين دولار أمريكي لعمليات اليونيسيف في السودان ومليون دولار أمريكي لأنشطتها في جنوب السودان، ما يعزز التزام الإمارات العربية المتحدة بالتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية الشديدة في البلدين.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتّاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة نائبه السابق الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" معارك لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، ما خلف آلاف القتلى، أغلبهم من المدنيين، ودفع ستة ملايين شخص - أكثر من نصفهم من الأطفال - على الفرار من منازلهم، مما جعل السودان مقرا لأكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم.
وتصاعد الصراع الدائر في السودان إلى أزمة مروعة تؤثر على الأطفال، حيث يقدر عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة بشكل عاجل بنحو 13.6 مليون طفل.
وستدعم هذه المساهمة المقدمة من الإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر جهود اليونيسف لضمان حصول الأطفال والنساء في السودان وجنوب السودان على الرعاية الصحية الأولية والمياه الجيدة الكافية والتعليم من خلال القنوات الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك برامج التعلم المبكر.
ومنذ اندلاع الصراع في عام 2023، قدمت دولة الإمارات 230 مليون دولار أمريكي كمساعدات إنسانية وأرسلت 159 طائرة إغاثة، حيث سلمت أكثر من 10 آلاف طن من المواد الغذائية والطبية وإمدادات الإغاثة بالإضافة إلى ذلك، قامت دولة الإمارات ببناء مستشفيين ميدانيين في تشاد، قدموا العلاج الطبي لأكثر من 45 ألف شخص.
مسيرة حافلة
جهود رائدة ومبادرات ملهمة لمكافحة الأمراض والأوبئة ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها دولة الإمارات وقيادتها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
وتزخر مسيرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بالعطاء والدعم والمبادرات الهادفة للنهوض بقطاع الرعاية الصحية في العالم، وتعزيز المنظومة الدولية لمكافحة الأوبئة والأمراض الأكثر تهديداً لحياة البشر.
وخلال جائحة كوفيد- 19 التي تعد إحدى أصعب التحديات الصحية المعاصرة التي اجتاحت العالم، سارع إلى مد يد العون للقريب والبعيد، ودشن المستشفيات ووفر اللقاحات، وأقام المدن الإنسانية، وأرسل المساعدات للعالم دون تفرقة أو تمييز.
وتضمنت المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات خلال جائحة كورونا، أكثر من 2000 طن من الإمدادات الطبية تم توجيهها عبر نحو 200 رحلة جوية، إلى 135 دولة حول العالم.
وأنشأت الإمارات مستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة خلال الجائحة في كل من السودان، وغينيا، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتركمانستان، وغيرها من البلدان، كما تم إرسال مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية المتواجدة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، إضافة إلى التبرع بقيمة 10 ملايين دولار، كمساعدات عينية من دولة الإمارات إلى منظمة الصحة العالمية.
وفي الإطار ذاته، تواصل دولة الإمارات جهودها ومبادراتها متعددة الأطراف للوصول إلى عالم خال من الأمراض المدارية المهملة التي تؤثر على حياة أكثر من 1.6 مليار نسمة، حيث أطلق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عام 2017، صندوق بلوغ الميل الأخير، وهو صندوق متعدد المانحين، تصل مخصصاته إلى نحو 500 مليون دولار أمريكي لدعم جهود القضاء على اثنين من الأمراض المدارية المهملة في قارة أفريقيا وهما: العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفاوي.
وقدم الصندوق منذ إطلاقه أكثر من 100 مليون علاج، وساهم في تدريب 1.3 مليون عامل صحي، وذلك في إطار شراكة وثيقة مع الدول التي تتوطن فيها الأمراض.
وفي منتدى بلوغ الميل الأخير الذي أقيم على هامش COP28 في ديسمبر الماضي، انضمت الإمارات إلى عدد من قيادات الدول الأفريقية والشركاء العالميين في التعهد بتقديم أكثر من 777 مليون دولار أمريكي لمكافحة الأمراض المدارية المهملة.
إلى جانب ذلك، وفي إطار مبادرة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم نجحت المبادرة منذ إطلاقها في باكستان عام 2014 وحتى سبتمبر/ أيلول 2023، في توزيع أكثر من 700 مليون جرعة لقاح على الأطفال في باكستان.
ويعد معهد "غلايد" الذي تأسس عام 2019 على يد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالاشتراك مع مؤسسة بيل وميليندا غيتس، إضافة حاسمة إلى قطاع الصحة العالمي وجهوده في تسريع القضاء على الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، ولا سيما الملاريا وشلل الأطفال والأمراض المدارية المُهملة والخيطيات اللمفاوية والعمى النهري.
وفي مبادرة رائدة، أطلقت دولة الإمارات يوليو/ تموز الماضي"برنامج مستشفيات الإمارات العالمية الذي يهدف إلى تحسين الرعاية الصحية حول العالم.
ويأتي إطلاق البرنامج في إطار مبادرة "إرث زايد الإنساني" التي تهدف خلال العقد المقبل إلى بناء 10 مستشفيات، مخصصة لتلبية الاحتياجات الصحية المتخصصة للمجتمعات المستفيدة بدعم مالي يبلغ حوالي 550 مليون درهم.
جهود توجت بمنح برلمان البحر الأبيض المتوسط منتصف مايو/أيار الماضي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان جائزة "الشخصية الإنسانية العالمية" تقديراً لدوره وإسهاماته المستمرة على مدى عقود في جهود الإغاثة الإنسانية حول العالم.
ووجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رسالة مهمة للعالم أجمع، خلال استقباله وفد برلمان البحر الأبيض المتوسط الذي سلمه الجائزة في مجلس قصر البحر في أبوظبي 21 مايو/أيار الماضي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن النهج الإنساني نهج ثابت في سياسة دولة الإمارات منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وينطلق من إيمان بضرورة التضامن بين البشر ومد يد العون إلى المحتاجين للمساعدة في كل مكان كونه التزاماً إنسانياً راسخاً للدولة.
وأوضح أن الإمارات ستواصل سياستها الإنسانية بالتعاون مع شركائها في العالم من أجل تخفيف المعاناة خاصة في مناطق الكوارث والأزمات، ودعم التنمية ومواجهة الأمراض بما يسهم في تغيير حياة الناس إلى الأفضل.