شبكة يافا الإخبارية
https://t.me/yaffaps
🟠لم تعد إسرائيل قادرة على إخفاء وجهها العنصري | شبكة يافا الإخبارية

🟠لم تعد إسرائيل قادرة على إخفاء وجهها العنصري

 ✍🏻 الكاتب: رمزي عودة – 

باءت كل المحاولات الإسرائيلية لاخفاء طبيعة النظام العنصري الذي تفرضه حكومة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالفشل، بعدما صرح الرئيس الأسبق لجهاز الموساد الإسرائيلي، تامير باردو لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية بأن إسرائيل تطبق نظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) في الضفة الغربية المحتلة. وأضاف باردو أن القوانين التي تطبق على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة هي قوانين عسكرية متحيزة ضد الفلسطينيين، بينما تطبق القوانين المدنية على الإسرائيليين المستوطنين الذين يعيشون مع الفلسطينيين في نفس المكان. وتعد هذه التصريحات من أهم وأبرز المواقف السياسية المعلنة لمسؤول إسرائيلي، وتكتسب أهميتها باعتبار باردو شخصية أمنية عالية المستوى.

وليست تصريحات باردو خارجة عن سياق الأفعال والتصريحات الرسمية الإسرائيلية التي تدين إسرائيل باعتبارها دولة فصل عنصري، فقد أطلق مؤخرا وزير الأمن القومي الاسرائيلي إيتمار بن غفير المزيد من التصريحات العنصرية التي وصفت بأنها غير مسبوقة وتشير بشكل رسمي الى أن الحكم في اسرائيل هو حكم أبراتهايد. وصرح بن غفير أن حقوقه هو وزوجته وأبناؤه في الضفة الغربية أكثر أهمية من حقوق العرب بما فيها حق التنقل. وفي نفس السياق، صرح نتنياهو لشبكة “سي إن إن” في شباط/ فبراير الماضي بأنه لا ينوي استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين لأن خططه لا تشمل إقامة دولة لهم. وقال إن فكرته حول “السلام العملي” تنطوي على السماح للفلسطينيين بإدارة شؤونهم المدنية داخل أراضٍ خاضعة للسيادة الإسرائيلية الفعلية، دون إمكانية منحهم أي حقوق سياسية. بعبارة أخرى، ووفقا لمركز مالكوم كير كارينجي، فإن ما طرحه نتنياهو يعتبر إعادة صريحة وواضحة للتعريف القانوني لنظام الأبارتهايد (أو الفصل العنصري) مشيرا الى أنه مساو لمفهوم “السلام العملي” للفلسطينيين!

بالضرورة، فإن تقرير “هيومن رايتس ووتش” وغيره من التقارير الدولية التي صدرت قبل عامين تقريبا حول إدانه النظام العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة لم يعد محل نقاش، بل على العكس فإن ما تتضمنته هذه التقارير تم الاعتراف به من قبل القادة الإسرائيليين أنفسهم. وفي النتيجة، فان إسرائيل لم تعد قادرة على الدفاع عن نفسها أمام الاتهامات الدولية لها باعتبارها دولة أبارتهايد، وما ينقص في الحقيقة هو ضرورة توفر الإرادة الدولية بإدانة هذا النظام العنصري وفرض عقوبات عليه تماما كما حدث في أوائل التسعينيات مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.