شبكة يافا الاخبارية | ألقت حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي، على قطاع غزة، والضفة الغربية، بظلال ثقيلة على الحالة الثقافية الفلسطينية بشكل عام، ما أصابها بشلل وركود كبيرين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، لكن عجلة الفعل والحراك الثقافي لم تتوقف كلياً، إنما بقيت تقاتل بما توفر من إمكانيات وظروف، وانتقلت إلى خارج فلسطين، بفعل التضامن العالمي الواسع مع القضية الفلسطينية.
حضرت فلسطين بقوة كلمتها وحقها وفعلها الثقافي في العالم، فيما تسيّدت "غزة" عناوين عشرات الكتب التي صدرت بعدة لغات في مختلف أنحاء العالم.
استحوذ العدوان على المناسبات الثقافية القليلة جدًا التي أقيمت داخل الوطن، وتوقفت المؤتمرات والنشاطات والندوات الثقافية التي تقام في بداية كل عام أو نهايته، فيما نشطت المناسبات التي استحضرت فلسطين، أدبًا وتاريخًا وثقافةً ونضالاً في عدد من الدول العربية والغربية، كمعرضي العراق ومسقط الدوليين للكتاب ومعرض الكتاب العربي الكندي، اللذين خصصوا العشرات من الندوات الفكرية والثقافية حول القضية الفلسطينية.
استشهاد 44 كاتبا وفنانا وناشطا في حقل الثقافة
طال عدوان الاحتلال، القطاعات كافة، بما فيها الثقافي، وخسرت الثقافة الفلسطينية 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة استُشهدوا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العدوان، و32 مؤسسة ومركزًا ومسرحًا دُمرت إما بشكل جزئي أو كامل جراء القصف، إضافة إلى تضرر 12 متحفًا و2100 ثوب قديم وقطع تطريز من المقتنيات الموجودة في المتاحف أو ضمن المجموعات الشخصية، و9 مكتبات عامة، و8 دور نشر ومطابع.
وهدمت آليات الاحتلال نحو 195 مبنىً تاريخيًّا يقع أغلبها في مدينة غزة، بشكل جزئي أو كامل، ومنها ما يُستخدم كمراكز ثقافية ومؤسسات مجتمعية، بجانب تضرر 9 مواقع تراثية و10 مساجد وكنائس تاريخية تشكّل جزءًا من ذاكرة القطاع.
وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير الميادين العامة وهدم النصب والأعمال الفنية فيها، إلى جانب تدمير 27 جدارية فنية في الأماكن العامة وعلى طول شاطئ بحر مدينة غزة.
جوائز ثقافية
فازت الشاعرة الفلسطينية- الأميركية لينا تفاحة، بجائزة الشعر عن مجموعتها "شيء ما عن العيش"، وذلك في الدورة الـ75 لجائزة الكتاب الوطني، التي أقيمت في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية.
كما سجلت وزارة الثقافة، عنصر الكوفية الفلسطينية على قائمة التراث غير المادي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو".
فيما كرّم مهرجان القاهرة السينمائي المخرج رشيد مشهراوي وافتتح دورته الـ45 بفيلمه "أحلام عابرة" الذي حقق المرتبة الثالثة في مسابقة الأفلام الفلسطينية المستحدثة. كما فازت في المهرجان ثلاثة أفلام فلسطينية بجوائز، وهي: "جلد ناعم" للمخرج خميس مشهراوي. و"خارج التغطية" للمخرج محمد الشريف. "ويوم دراسي" للمخرج أحمد الدنف. كما نجح فيلم "من المسافة صفر" للمخرج رشيد مشهراوي، في الوصول إلى قائمة الأفلام العشرة، بعد ترشيحه لتمثيل فلسطين عام 2025 في جوائز الأوسكار. "من المسافة صفر" فيلم يوثّق بعيون 22 مخرجة ومخرجاً حياة أهل غزّة، وتحوّلاتها غير المتوقّعة، في ظل عدوان الاحتلال المتواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. يتراوح زمن كل منها بين 3 و6 دقائق.
كتب وإصدارات فلسطينية وعن فلسطين
صدر عن دار "بلانياكس" في سراييفو كتابٌ بعنوان "فلسطين في ضمير الإنسانية" للأكاديمي والمُفكّر البوسني أسعد دوراكوفيتش (1948)، وهو يتضمّن المقالات التي نشرها في الصحف والمجلّات البوسنية على امتداد عام ونيف من عُمر حرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة.
وعن "مركز دراسات الوحدة العربية"، صدر كتاب "دور عائلة روتشيلد في إنشاء دولة 'إسرائيل'" للباحث معتمر أمين. يتناول الكتاب الدور الذي قامت به عائلة روتشيلد على مدى أكثر من قرن في دعم إنشاء دولة يهودية في فلسطين.
أصدرت وزارة الثقافة مشروع سلسلة "إصدارات من غزة"، يتضمن ثلاثة إصدارات وهي: "تغريدة النورس الأخيرة" قصص قصيرة لعمر حمش، و"أصابع الحنين" شعر لدنيا الأمل إسماعيل، و"الحرب التي لا تنتهي"، شعر ناصر رباح.
"الكتابة خلف الخطوط" الصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية، كان أحد أبرز الإصدارات الفلسطينية في الربع الأول من العام الجاري، وذلك بمشاركة 25 كاتبا ومثقفا وفنانا غزّيًا، وثقوا حياتهم وتفاصيل معيشتهم خلال العدوان الجاري.
وصدر عن "الشبكة الدولية لدراسة المجتمعات العربية" (إيناس) لمجموعة من الباحثات والباحثين العرب، بتحرير ماريز يونس وجيلالي المستاري، كتابٌ بعنوان: "الحرب على غزّة وسؤال القِيم الإنسانية اليوم"، ويضمّ أوراقًا مكثّفة تنطلق من مداخل مختلفة؛ فلسفية وأخلاقية وسوسيولوجية وأنثروبولوجية وقانونية وسياسية لقراءة العدوان الإسرائيلي الإبادي على غزّة. ومن المشاركين: ساري حنفي، وأباهر السقّا، ومحسن بوعزيزي، ورانيا الغويل، ولينا جزراوي، ونزيهة السعداوي، وكمال مغيث، وأمل الجربي، وروزا محجوب، وأمل عواودة، وماجدة عُمر، ومحمد زهوة.
فيما صدر كتاب "أبراج من العاج والفولاذ: كيف تسلب الجامعات الإسرائيلية الحرّية الفلسطينية؟"، للباحثة مايا ويند، عن "منشورات فيرسو"، وضمن مشروع "كلمات حرّة".
ووثقت الكاتبة أرمال لابوري في كتابها "أسير القدس: معتقلٌ سياسي في فلسطين المحتلّة" الصادر عن منشورات "ليبرتاليا" الفرنسية، شهادة الحقوقي الفلسطيني الفرنسي صلاح حموري الذي أبعده الاحتلال إلى فرنسا في كانون الأوّل/ ديسمبر 2022، بعد أن قضى أكثر من 10 سنوات في الأسر.
وفي أثينا، صدر كتاب "فلسطين حرّة.. أنطولوجيا من الشعر الفلسطيني"، تقدمه المترجمة والكاتبة اليونانية بيرسا كوموتسي، ويضم قصائد مختارة تقدّم للقارئ اليوناني نماذج من أعمال أربعة أجيال مختلفة من الشعراء الفلسطينيين، بدءًا من إبراهيم طوقان مرورًا بالخمسينيات والسبعينيات والتسعينيات ووصولاً إلى العقد الثاني وأواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ويضم الكتاب قصائد لكل من: فدوى طوقان، وتوفيق زيّاد، ومحمود درويش، ومريد البرغوثي، وزكريا محمّد، ونجوان درويش، إضافة إلى فصل خاص عن شعراء غزة الذين استُشهدوا عام 2023، وهم: سليم النفّار، ورفعت العرعير، وعمر فارس أبو شاويش، وهبة أبو ندى، ونور الدين حجّاج.
وصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كتاب "لا سلام لفلسطين– الحرب الطويلة ضد غزة، الاحتلال والمقاومة"، (Kein Frieden für Palästina. Der lange Krieg in Gaza, Besatzung und Widerstand)، للعالمة السياسية الألمانية هلغى باومغرتن، الحائزة على شهادات عليا في التاريخ والعلوم السياسية وعلم الاجتماع والصحافة واللغات الإنجليزية واللاتينية والعربية، التي عالجت في مؤلفاتها قضية فلسطين وصراع الشرق الأوسط والتحولات السياسية في المنطقة العربية. وكانت أطروحتها لنيل الدكتوراة في جامعة برلين الحرة حول نشوء الحركة الوطنية الفلسطينية وتطورها منذ عام 1948 حتى عامَي 1967-1968. وقد صُدِّر كتابها موضوع البحث بهذه الجملة: "في ذكرى ضحايا الحروب الإسرائيلية على غزة - إلى أطفال غزة: من بيت حانون إلى رفح".
بترجمة إيمان أسعد، صدرت عن "منشورات تكوين" الطبعة العربية من كتاب "غزّة تُقاوم بالكتابة: قصص قصيرة بقلم كُتّاب شباب في غزّة - فلسطين"، الذي حرّره الشاعر والأكاديمي الفلسطيني الشهيد رفعت العرعير وصدر بالإنجليزية عام 2014. وعن "أطلس للنشر والتوزيع"، صدر كتاب "هذا كان بيتنا! وقائع النزوح في غزّة"، لأستاذ الهندسة المدنية والكاتب عزّام أحمد أبو حبيب.
وإحياءً للذكرى الـ76 للنكبة، وتضامنا مع شعبنا الفلسطيني، أُطلق من قلب جامعة تشيلي التي تحتضنها العاصمة سانتياغو، كتاب بعنوان: "فلسطين: تشريح الإبادة الجماعية". فيما صدر لعاطف أبو سيف، "وقت مستقطع للنجاة" بإحدى عشرة لغة حول العالم.
وصدر عن دار "مرفأ" في بيروت كتاب "الوصايا.. شهادات مبدعات ومبدعين من غزة في مواجهة الموت" تحرير ريم غنايم، وتقديم ألبرتو مانغويل، وجوديث بتلر. وضم الإصدار 17 وصية لمبدعين من غزة، شهداء وأحياء.
وعن "مؤسسة الدراسات الفلسطينية" صدر الجزء الثاني من كتاب "مفهمة فلسطين الحديثة: نماذج من المعرفة التحرُّرية"، وعن "دار النهضة العربية"، صدرت مجموعة شعرية بعنوان: "تستريح الأرض من كلامنا"، للشاعر الغزّي مصعب أبو توهة. كما صدرت عن دار طباق للنشر والتوزيع المجموعة الشعرية "مريم غزّة" للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله. فيما صدر عن مؤسسة ياسر عرفات، كتاب "حياة لا تنسى" عن سيرة القائد المؤسس الشهيد ياسر عرفات ومسيرته. وأصدرت المكتبة الوطنيّة كتاب "التّراث الّلغوي الكنعاني المكتوب من فلسطين"، إعداد عصام الحلايقة وتحرير حمدان طه. كما صدرت عن وزارة الثقافة، الأعمال الشعرية للشاعر الشهيد سليم النفّار.
فيما أصدر (14) أكاديميا عربيا، كتاب "القضيّة الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر: الأبعاد التاريخية والتحوّلات الجيوستراتيجية" عن مؤسسة "عقول الثقافة" بالشراكة مع "مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات". كما صدر للمفكّر الإيطالي إنزو ترافيرسو، كتاب "غزّة أمام التاريخ"، عن "دار لاتيرزا"، وعن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية"، صدر كتاب "غزّة: حرب الانتقام المسعورة، مجموعة أوراق سياسات" لمجموعة من الباحثين، بتقديم الباحث خالد فرّاج.
أما الباحث الإسباني أغناسيو ألباريث- أوسوريو ألبارينيو وزميله خوسيه أبو طربوش فقد أصدرا "غزّة: تاريخ نكبة مُعلنة"، عن دار نشر "كاتاراتا" الإسبانية. فيما صدر "الإبادة الجماعية في الشرق الأوسط: من نكبة فلسطين إلى تدمير العراق"، عن "دار الرافدين" للباحث العراقي سعد سلّوم.
وعن دار "فارابي كتاب" في إسطنبول، صدر للصحفية والباحثة التركية بيرين بيرسايغلي موت كتابٌ بعنوان: "عز الدين القسّام"، وفيه تروي سيرة حياة المُجاهد السوري (1882 - 1935). كما صدر "الإغراء الأخير للغرب.. تداعيات الحرب على غزّة"، عن "منشورات الخيام" للباحث المغربي حسن أوريد، كما صدر عن منشورات "ساكوهينشا" في طوكيو، للقيادية السابقة في "الجيش الأحمر الياباني" فوساكو شيغينوبو (1945)، كتاب "تاريخ نضالات التحرّر الفلسطيني 1916- 2024".
كما صدر للصحفي الاستقصائي الكندي غيوم لافالي "غزّة قبل السابع من أكتوبر"، عن "منشورات بوريل"، كما صدر "تُوت القدس: القصة الأُخرى ترويها الأشجار"، للصحفية والمُؤرِّخة الإيطالية باولا كاريدي، عن "منشورات فلترينللي" الإيطالية. وعن "دار الرواق"، صدر كتاب "اسمُها فلسطين" للشاعرة وعالمة النفس البريطانية أ.غودريتش فريير (1857-1931) بترجمة خميلة الجندي. كما صدر للصحفي الفرنسي آلان غريش (1948)، كتاب "فلسطين: شعبٌ يأبى الموت" عن منشورات "الروابط المحرِّرة" (Les liens qui libèrent).
فيما صدرت "فلسطين/48: قصائد الداخل" أنطولوجية شعرية عن دار "Oriente y Meditarráneo" الإسبانية، من اختيار وتقديم وترجمة لوز غارسيا غوميز، أستاذة الدراسات العربية والإسلامية في "جامعة أوتونوما". يضم الكتاب قصائد لثلاثة شعراء: راشد حسين (1936-1977)، وسميح القاسم (1939-2014)، وطه محمد علي (1931-2011). فيما صدر عن "دار الفينيق للنشر والتوزيع"، "التوراة وأرض كنعان: قراءة في تاريخ التوراة وفلسطين" للباحث الأردني عبد الله الخطيب. كما صدر للإسبانية لوز غوميز "فلسطين: وراثة المستقبل"، عن دار "كاتاراتا".
كما صدر كتاب "ندوات أسرى يكتبون" عن "منشورات رابطة الكتّاب الأردنيين" و"جدل للنشر والتوزيع"، الأوراق المُقدّمة في الندوات النقدية التي أقامتها الرابطة لخمسةٍ وعشرين أسيرًا في سجون الاحتلال خلال السنوات الأربع الماضية، فيما صدر للمؤرّخ إيلان بابيه، عن "منشورات وَن وورلد" كتابٌ بعنوان "الضغط من أجل الصهيونية على ضفّتي الأطلسي". وصدر "عبارات الطوفان: حرب الكلمات والسرديات" للصحفي التونسي بسام بوننّي عن "دار نيرفانا". وللباحث المغربي كمال عبد اللطيف، صدر كتاب "القضية الفلسطينية وتحوّلاتها" عن "دار خطوط وظلال".
وعن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، صدر كتاب "ديار بئر السبع؛ جنوب فلسطين العثماني: الأرض والمجتمع والدولة" للباحث الفلسطيني أحمد أمارة. كما صدر كتاب "ثلاث أمّهات وثلاث بنات: قصص نساء فلسطينيات" لمايكل غوركن ورفيقة عثمان، الذي صدرت الطبعة العربية منه عن "منشورات غاف" بتوقيع المترجمة أمل إسماعيل. وعن "مركز دراسات الوحدة العربية"، صدر كتاب "مشاريع الطاقة الإسرائيلية في شرق المتوسّط وتحدّيات الأمن القومي العربي" للباحث الفلسطيني عبد الله مصطفى المعلواني. كما صدر "ملاحظاتٌ على نظام الفصل العنصري الإسرائيلي"، للباحث والناشط الحقوقي فادي زنايد. و"تاريخ التعليم الحديث في بيت المقدس"، عنوان كتاب للباحث الفلسطيني بشير عبد الغني بركات، صدر عن "دار النداء". وعن محمد طربوش "فلسطيني: المنفى المستحيل"، الصادر عن "هاوس ببلشنغ"، بتحرير ابنته ندى طربوش.
كما صدر عن "الدار الأهلية للنشر والتوزيع" كتاب "هكذا نعود.. ذكريات أُسرة فلسطينية في نقوش طينية وصور ونصوص" للفنّانة والناقدة التشكيلية الفلسطينية فيرا تماري، و"فلسطين.. قضيّة وطنيّة"، الذي أعدّه الباحث المغربي عبد الصمد بلكبير عن "دار الملتقى"، و"تطوُّر المكتبات في مدينة القدس"، عنوان كتاب أصدرته "جمعية المكتبات والمعلومات الأردنية"، بإعداد من الأكاديمي ربحي عليان، و"خلفكَ البحر".. عنوان رواية للكاتبة الأميركية من أصل فلسطيني سوزان معدّي درّاج، صدرت عن "منشورات هاربرفيا". وعن "دار طفرة"، صدر كتاب "السينما.. ذاكرة فلسطين" للكاتب المصري أشرف بيدس.
وصدر عن "مؤسسة ميزان لحقوق الإنسان" في الناصرة، كتاب "الإعدامات الميدانية: مواطنون عرب قُتلوا على يد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية خارج إطار القانون" للباحث الفلسطيني ساهر غزّاوي. فيما صدر لرامي أبو شهاب "كتاب الضحيّة: آداب الصّدمة (التروما) الصيغة، الأثر، الامتداد"، عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر"، وكتاب "الإبادة الجماعية في غزّة: الأدلّة" الذي نُشر مستقلّاً بتحرير كين مكارثي. و"أبراج من العاج والفولاذ: كيف تسلب الجامعات الإسرائيلية الحرّية الفلسطينية؟" عنوان كتاب للباحثة مايا ويند، صدر عن "منشورات فيرسو". وصدر عن "دار النهضة العربية" كتاب "من إسطنبول إلى حيفا" للكاتب عمّار نذير سنان.
"أثر الصورة: الفوتوغرافيا وتاريخ فلسطين المهمّش"، عنوان كتاب جماعي صدر عن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية" بترجمة سعود المولى. يستكشف العمل الألبومات الفوتوغرافية السبعة التي جمعها ونسّقها المقدسي واصف جوهرية (1904 - 1972)، وعنونها بـ"تاريخ فلسطين المصوَّر"، وتتضمّن قرابة تسعمئة صورة تُظهر بيئة فلسطين الثقافية والسياسية في الزمن العثماني المتأخّر وزمن الانتداب البريطاني.
وصدر عن "مركز دراسات الوحدة العربية" كتاب بعنوان "عصر التعايش: الإطار المسكوني وصناعة العالم العربي الحديث" للمؤرّخ الفلسطيني أسامة المقدسي، بترجمة السوري علاء بريك هنيدي. يشرح الكتاب كيف ظهرت ثقافة العيش المُشترك الحديثة في المشرق العربي في ظلّ الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر، واستمرت إلى ما بعد الدولة العثمانية،
للكاتب اللبناني مروان طراف، صدرت، عن "دار رياض الريّس للكتب والنشر"، رواية بعنوان "لعنة باب عكا". مرتكزاً على تواريخ ومعلومات حقيقية، يُضيء العمل الأثر النفسي والاجتماعي العميق للنكبة على الإنسان الفلسطيني، وكيف تشكّلت الهوية الفلسطينية في الشتات، من خلال قصّة عائلة مسيحية من عكا هُجّرت إلى رأس بيروت خلال النكبة. فيما صدر للكاتب والصحافي التونسي أحمد نظيف، عن "دار نيرفانا" كتابٌ بعنوان "ثالث المنافي: الوجود الفلسطيني في تونس (1974 - 1994)". يتناول الكتاب انتقال القيادة الفلسطينية ومعها آلاف الفدائيين والمثقّفين إلى تونس بُعيد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت عام 1982.
وعن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية"، صدر كتاب "التمويه الإنساني: إسرائيل تعيد كتابة قوانين الحرب لإضفاء الشرعية على الإبادة الجماعية في غزّة" للباحثِين لويجي دانيلي ونيكولا بيروجيني وفرانشيسكا ألبانيز. يدرس العمل كيفية استخدام الاحتلال الإسرائيلي للقانون الإنساني الدولي من أجل تبرير أعماله في غزّة التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، فيما صدر كتاب "شهادات على جدران حبيبي غزّة" للكاتب الفلسطيني يسري الغول عن "دار فضاءات" بتقديم الشاعر والناقد السوري كمال أبو ديب. يوثّق الكتاب حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على غزّة منذ أكثر من عام.
وعن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينية"، صدر كتاب "حوارات في مسألة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين". يضمّ العمل 19 مقابلة كان أجراها الباحث الفلسطيني الراحل محمد الحلاج (1932 - 2017)، أُجريت في الفترة بين آذار/ مارس ونيسان/ إبريل 1982، مع عدد من السياسيّين والكتّاب والمفكّرين والأكاديميّين الفلسطينيّين حول قضية الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين، والتي ظهرت فكرتها في أواخر الستينيات: من بين هؤلاء: إبراهيم أبو لغد، وإلياس شوفاني، ومنير شفيق، وشفيق الحوت، وبسام أبو شريف، وفيصل حوراني، وبلال الحسن، ويوسف صايغ، وتيسير قبعة.
"أم كلثوم في تجربة المعتقلين الفلسطينيين: فضاء الحرية" عنوان كتاب للباحث الفلسطيني حسن عبد الله، صدر عن "دار الشامل". مستنداً إلى تجربة اعتقاله خلال الثمانينيات، بالإضافة إلى خمسين مقابلةً مع معتقلين سابقين امتدّت فترات اعتقالهم ما بين 1967 و1997، يضيء العمل تأثير أغاني المطربة المصرية الراحلة (1898 - 1975) على المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. فيما صدر للشاعر والكاتب الفلسطيني المتوكل طه (1958) كتاب جديد بعنوان "دم النار... توقيعات على جدران غزّة". في العمل الصادر عن "الهيئة المصرية العامّة للكتاب"، يوثّق المؤلّف، بلغة تصويرية، مَشاهد القتل والقصف والتدمير والجوع والخذلان في غزّة خلال العدوان الإسرائيلي الحالي
فعاليات ثقافية وجوائز أدبية
أعلنت وزارة الثقافة مساء 22 شباط/فبراير 2024، عن أسماء الفائزين بجوائز دولة فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية، والتي كان لكتّاب ومثقفي غزة حصة الأسد منها.
جائزة فلسطين التّقديريّة عن مجمل الأعمال مُنحت لكل من: الفنان محمد البكري من أراضي الـ48، والروائي والقاص عمر حمش من قطاع غزة، فيما ذهبت جائزة فلسطين للآداب لكل من: الشاعر عبد الناصر صالح من طولكرم، والروائي طلال أبو شاويش من غزة، كذلك منحت جائزة فلسطين للدراسات الاجتماعيّة والعلوم الإنسانيّة للكاتب الأسير كميل أبو حنيش من نابلس.
وكانت جائزة فلسطين للفنون، من نصيب الفنانين: الخطّاط ساهر الكعبي، والتشكيلي عبد الهادي شلا من غزة مقيم في كندا، فيما ذهبت جائزة فلسطين للمبدعين الشّباب لكل من: الروائي سلمان أسامة أحمد، والسينمائي صبيح زيدان المصري.
وحصل الشاعر الفلسطيني عبد الله عيسى المقيم في روسيا على جائزة "الثقافة الإمبراطورية" باسم إدوارد فولودين عن الشعر لهذا العام، وهي من أرفع الجوائز التي يمنحها اتحاد كتاب روسيا، عن ديوانه "هناك حيث ظلال تئن" الصادر عام 2023 عن دار الأهلية في عمّان.
كما أعلنت وزارة الثقافة، فوز رواية "باقي الوشم" الصادرة عن مكتبة تكوين للنشر والتوزيع، للأديب الكويتي عبد الله الحسيني، بجائزة غسان كنفاني للرواية العربية في دورتها الثالثة. فيما أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية عن فوز رواية "قناع بلون السماء" للكاتب المعتقل باسم خندقجي في الدورة الـ 17 من الجائزة لعام 2024.
كما أعلنت المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة، أسماء الفائزين بجائزة "المكتبة الوطنيّة للبحوث والدّراسات 2023"، والّتي ضمّت حقول: التّراث المادّي واللّامادّي والفنون والتّاريخ.
وأعلن رئيس المكتبة الوطنيّة عيسى قراقع عن شخصيّة العام الثّقافيّة، وهو الشّهيد والأسير والمفكّر وليد دقّة، والّذي استشهد بعد (38) عاماً من الاعتقال، داخل أحد مستشفيات الاحتلال الإسرائيلي، خلال شهر نيسان/أبريل المنصرم، وعقب معاناته من سياسة الإهمال الطّبي المتعمّد "القتل البطيء" الّتي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحقّ الأسرى المرضى، ولا يزال جثمانه محتجزاً لدى سلطات الاحتلال. وقدّمت المكتبة الوطنيّة هذا التّكريم لعائلة الشّهيد دقّة تقديراً لإرثه الثّقافي والفكري ولمساهماته المعرفيّة الّتي خطّها خلال سنوات اعتقاله الطّويلة، من كتب ودراسات ومقالات، شكّلت رؤية ورافعة للثّقافة الوطنيّة ولأدب المقاومة.
الجائزة الأولى (مناصفة): الباحث محمود علي محمود علوان، من قطاع غزة، بحث بعنوان: "دور الفنّ التّشكيلي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي"، والباحث محمود موسى زياد، بحث بعنوان: "السجون الاستعمارية البريطانية في فلسطين". الجائزة الثانية (مناصفة): الباحث تحسين يقين، بحث بعنوان "ملامح المسرح الفلسطيني واتّجاهاته"، والباحثة دنيا الأمل إسماعيل الأقرع، من قطاع غزّة، بحث بعنوان "المسرح في فلسطين الأمل والتحديات". الجائزة الثالثة (مناصفة): الباحث محمد عبد الجواد البطة، من قطاع غزة، بحث بعنوان: "سياسة اعتقال جثامين الشهداء الفلسطينيين 1948-2022"، والباحث عماد الأصفر، بحث بعنوان:" أقلية النّور في الإعلام الفلسطيني".
كما نظمت بلدية البيرة بالشراكة مع وزارتي الثقافة والتربية والتعليم العالي، والمكتبة الوطنية، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، وجمعية إنعاش الأسرة، معرض الكتاب السنوي الخامس تحت عنوان "صمود.. رغم القيود" في شباط/فبراير المنصرم، وافتتح المتحف الفلسطيني في بلدة بيرزيت شمال رام الله، تظاهرة فنية نصرة لقطاع غزة تضمنت ثلاثة معارض فنية، وهي: "هذا ليس معرضًا" جمعت فيه أعمال ما يزيد على 100 فنان غزّي، وآخر للفنان تيسير بركات بعنوان "المفقودون"، وثالث بعنوان: "نساء غزة"، سلط الضوء على قطع تراثية من المنجز الشعبي لمناطق غزة المختلفة.
كما افتتحت وزارة الثقافة، معرض الفن التشكيلي "مئة لوحة من غزة"، في قاعة الجليل بمتحف محمود درويش في مدينة رام الله، وضم لوحات لثلاثين مشاركًا من فناني قطاع غزة، إلى جانب لوحة للفنانة هبة زقوت التي استُشهدت في العدوان الإسرائيلي.
وعرضت اللوحات موضوعات متنوعة عن الحياة في قطاع غزة من رسم المكان وتجسيد العلاقة بالطبيعة، إلى جانب مشاهد من قسوة الحياة في القطاع في ظل الحصار الإسرائيلي على شعبنا خلال السنوات الماضية، كما حضرت القدس بقوة في اللوحات، سواء عبر التكوين الفردي أو ضمن النسق العام لرسم المكان الفلسطيني.
كما افتتح مهرجان العودة السينمائي الدولي فعاليات دورته الثامنة، التي حملت اسم "دورة جنوب أفريقيا" تحت شعار "انتظار العودة عودة"، في خيام النازحين بمواصي خان يونس. والتي شهدت مشاركة 92 فيلمًا من 31 دولة، وتناولت الأفلام المشاركة القضايا الوطنية الفلسطينية، وقضايا العودة واللاجئين والقدس.
مبدعون رحلوا..
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، رحل العديد من المبدعين، فلسطينيين وعربا، الذين أثروا الثقافة الفلسطينية والعربية بإبداعاتهم ونتاجهم الفكري الذي شكّل الانتماء إلى القضية محوره الرئيسي.
وكان من الراحلين، الروائي والناقد والكاتب المسرحي إلياس خوري، المولود في بيروت عام 1948، وفي عام 1967 سافر إلى الأردن، وزار مخيمًا للاجئين الفلسطينيين، وكان هذا سببا في تغيير مسار حياته باتجاه القضية الفلسطينية، فانضم إلى حركة "فتح"، وغادر الأردن بعد أحداث "أيلول الأسود". درس التاريخ في الجامعة اللبنانية، وحصل على الدكتوراة في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس.
انضم إلى مجلة مواقف عام 1972، وترأس تحرير مجلة شؤون فلسطينية بالتعاون مع الشاعر محمود درويش، وعمل محررا لسلسلة "ذكريات الشعب" الصادرة عن مؤسسة البحوث العربية بين عامي 1980، و1985، كما عمل مديرا لتحرير مجلة الكرمل التي رأس تحريرها محمود درويش، وعمل مديرا لتحرير القسم الثقافي في صحيفة السفير اللبنانية، كما عمل مديرا فنيا لمسرح بيروت.
نشر روايته الأولى "عن علاقات الدائرة" عام 1975، وكتب سيناريو فيلم "الجبل الصغير" عام 1977 الذي يدور حول الحرب الأهلية في لبنان، وكتب عدة روايات منها "رحلة غاندي الصغير"، ورواية "باب الشمس" التي تعرضت لملحمة اللجوء الفلسطيني في لبنان، وقد أُنتجت فيلمًا من إخراج المصري يسري نصر الله.
كما أصدر رواية "يالو" التي تُرجمت إلى الإنجليزية، و"أولاد الغيتو" التي تُرجمت إلى العبرية، و"أولاد الغيتو 2"، والوجوه البيضاء، ورائحة الصابون، وأبواب المدينة، وعكا والرحيل، ومملكة الغرباء، ومجمع الأسرار، وكأنها نائمة، والمرايا، كما أصدر مجموعة أخرى من الكتب في الدراسات النقدية، والدراسات الاجتماعية، فضلا عن آلاف المقالات، وتحرير عشرات الكتب والسير.
كما رحل الكاتب الفلسطيني والسيناريست حسن سامي يوسف المولود في لوبيا في فلسطين عام 1945، وهاجرت أسرته بعد نكبة 1948 إلى لبنان، ومنها إلى سوريا، وتوفي في دمشق.
درس في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وحصل على الثانوية العامة من مدرسة عبد الرحمن الكواكبي في دمشق، وحصل على الماجستير في السيناريو من إحدى جامعات الاتحاد السوفييتي عام 1968. ثم عاد إلى دمشق وعمل في المؤسسة العامة للسينما، وترأس دائرة النصوص فيها. كتب 20 عملاً فنيًا، بالسينما والدراما، والاستشارات الفنية والتلفزيون.
ورحل المفكر والكاتب بلال الحسن، المولود في مدينة حيفا عام 1939، قبل أن يغادرها عقب النكبة، وتنقل بين دول الشتات من لبنان إلى سوريا، ثم تونس والمغرب.
عمل الحسن في عدة مؤسسات، أبرزها صحيفة "المحرر" التي كان يرأس تحريرها الراحل غسان كنفاني. ويعد من مؤسسي جريدة "السفير" اللبنانية عام 1974 رفقة زميله الراحل طلال سلمان. وغادر بيروت عقب اجتياحها عام 1982، وأشرف على مجلة "اليوم السابع". وفي آخر سنوات عمله، التحق بلال الحسن في صحيفة "الحياة" اللندنية، ثم "الشرق الأوسط" السعوديتين.
كما رحل في الـ28 من أيلول/سبتمبر في الأردن، الأديب رشاد أبو شاور المولود في قرية "ذكرين" المهجّرة في الخليل، عام 1942، وعمل طوال حياته ملتزما في الكتابة عن فلسطين، فكانت أبرز مجموعاته القصصية: ذكرى الأيام الماضية (1970)، بيت أخضر ذو سقف قرميدي (1974)، الأشجار لا تنمو على الدفاتر (1975)، مهر البراري (1977)، بيتزا من أجل ذكرى مريم (1981)، حكاية الناس والحجارة (1989)، الضحك في آخر الليل (1990)، الموت غناء (2003). أما رواياته: أيام الحرب والموت (1973)، والبكاء على صدر الحبيب (1974)، والعشاق (1978)، والرب لم يسترح في اليوم السابع (1986)، وله كتاب "آه يا بيروت" (1983)، وهو يومياته في حصار بيروت عام 1982، ومن كتبه الأخيرة كتاب "هكذا واجهت كورونا" (يوميات وحكايات) 2022.
وفي صباح 25 شباط/فبراير 2024، توفي الفنان فتحي غبن، أحد أعمدة الفن التشكيلي في فلسطين، أحد مؤسسي جمعية التشكيليين في قطاع غزة، ورابطة التشكيليين الفلسطينيين في الضفة والقطاع.
ولد غبن في قرية هربيا داخل أراضي الـ 1948 في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 1946، وهي ملاصقة تماما لبيت لاهيا، وبالإمكان رؤية أراضيها من هناك، وقد أثّر هذا على الفنان غبن طوال فترة حياته، رؤيته لقريته وعدم القدرة على الاقتراب منها.
عاش في مخيم جباليا للاجئين، وقد احترف الفن منذ عام 1965، وعمل مدرسا في مدرسة النصر النموذجية الإسلامية في غزة، قبل أن يصبح مستشارًا في وزارة الثقافة، وقد أطلق عليه بعض النقاد والأصدقاء "فان كوخ غزة".
حصل على وسام الثقافة والعلوم من الرئيس محمود عباس عام 2015، كما حصل على وسام هيروشيما، ووسام اتحاد الجمعيات العالمي بطوكيو، وحاز على لقب "فنان فلسطين" عام 1993، وحاز على وسام "سيف كنعان" من إدارة التوجيه الوطني والسياسي الفلسطيني، وتم تكريمه من ممثل الاتحاد الأوروبي بعد حصوله على جائزة بيت الصحافة التقديرية الفلسطينية لعام 2023.
اعتقل أكثر من مرة بسبب رسوماته، خاصة لوحة "الهوية" التي رسمها عام 1984، وتنبأ فيها باندلاع الانتفاضة، عبر مشهد يصور المقلاع ورمي الحجارة، وتم منعه من السفر والاستيلاء على أعماله، وملاحقة مقتنييها، واحترقت معظم لوحاته بعد ان قصف الاحتلال منزله في حي النصر غرب غزة خلال العدوان.
فيما استشهد الشاعر والكاتب سليم مصطفى النفّار في 12 كانون الأول/ديسمبر 2023، في قصف استهدف منزله في حي النصر بمدينة غزة، مع زوجته وبناته وابنه الوحيد واخته وزوجها وأولادها.
ولد النفّار في غزة في 27 آب/أغسطس 1963، وانتقل مع عائلته إلى خارج فلسطين بعد إبعاد سلطات الاحتلال الإسرائيلي والده عام 1968، وعمل الأب في صفوف الثورة في الأردن ثم انتقل بعد 1970 إلى سوريا، وسكنت العائلة في مخيم الرمل بالقرب من مدينة اللاذقية، واستشهد والده في لبنان عام 1973.
درس النفار الأدب العربي في جامعة تشرين بسوريا، وشكَّل هناك ملتقى "أبو سلمى" السنوي للمبدعين الشباب سنة 1986، حتى عاد إلى غزة مع السلطة الوطنية عام 1994، وقد ساهم في تأسيس جمعية "الإبداع الثقافي" في غـزة سنة 1997، عمِل مديرًا في وزارة الثقافة، وكان محررًا أدبيًا في مجلة نضال الشعب ومجلة الزيتونة ومجلة الأفق.
وصدر له دواوين شعرية "تداعيات على شرفة الماء" 1996، و"سور لها" 1997، و"بياض الأسئلة" 2001، و"شرف على ذلك المطر" 2004، و"حالة وطن" 2014، و"الأعمال الشعرية الناجزة" 2016، و"حارس الانتظار" 2021، وفي النثر: "هذا ما أعنيه.. سيرة ذاتية" 2004، و"غزة" 2017، و"فوانيس المخيم" 2018، و"ذاكرة ضيقة على الفرح - سيرة ذاتية" 2020، و"ليالي اللاذقية" 2022.
ورحل عنا الفنان ياسر الدويك (الخليل 1940- عمان2024)، الذي ينتمي إلى مرحلة السبعينيات التشكيلية التي شهدت نقلةً نوعية تمثّلت في بروز الجانب الأكاديمي مع وصول فنّانين من بلدان عربية وأوروبية بشهادات عليا في الفنون التشكيلية؛ إذ حصل الفنّان على بكالوريوس في الرسم والتصوير من "أكاديمية الفنون" من "جامعة بغداد" عام 1968، ودبلوم في الفن والتربية من "كلّية برايتون" في بريطانيا عام 1973، قبل أن يعود إلى عمّان.
أثناء المرحلة الثانوية، تعلّم الدويك فنّ التذهيب حين شارك في تذهيب قبّة الصخرة الذي نفّذه فنّيون إيطاليون ومصريون. وبعد سنوات من تخرّجه في "معهد معلّمي العروب" عام 1961، عمل خلالها في التعليم في بيت لحم، كانت عمّان محطّته المقبلة؛ حيث عمل في قسم الوسائل التعليمية بوزارة التربية والتعليم الأردنية، ثمّ بغداد التي انتقل إليها لدراسة الفنّ، قبل أن يعود إلى عمّان ويعمل موجّهاً تربوياً في وزارة التربية والتعليم حتى عام 1985، ثمّ ينتقل إلى الإمارات ويعمل موجّهاً تربوياً حتى عام 2002، ثمّ يعود إلى الأردن مجدّداً ويعمل مدرّساً لمادّة فنّ الغرافيك في كلّية الفنون والتصميم بـ"الجامعة الأردنية".
على امتداد تجربته لأكثر من نصف قرن، أنجز ياسر الدويك مئات من الأعمال الفنّية التي توزّعت بين الرسم والتصوير والحرف اليدوية والحفر والطباعة والسيراميك والطلاء بالمينا، واستخدم فيها مواد مختلفة؛ مثل الخشب والحديد والكرتون والقماش المطرّز برسومات النباتات، وأقام أكثر من خمسة عشر معرضاً فردياً، إضافةً إلى كتاباته النقدية في الصحف، ومشاركته في إعداد وتقديم برامج تلفزيونية.