شبكة يافا الاخبارية| باتت عمليات حظر تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني "DeepSeek" على قائمة أولويات الدول ذات التوجه الغربي مع تنامي الشكوك حول استخداماتها في التجسس. إلا أن الجانب الآخر من الصورة قد يكون مدفوعاً بالمفاخرة بالتقدم التكنولوجي الغربي، وفصلاً جديداً في محاولات تقويض جهود الصين للحصول على تكنولوجيا متقدمة.
يأتي ذلك بعد أن أسقط تطبيق "ديب سيك" الصيني درة تاج الأسواق الأميركية ممثلا في قطاع التكنولوجيا وكبده خسائر فادحة.
منعت وزارات الخارجية والتجارة والدفاع في كوريا الجنوبية الوصول إلى خدمة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" بسبب مخاوف تتعلق بجمع بيانات المستخدمين. وحظرت الحكومة الأسترالية استخدام برامج الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة ديب سيك على جميع الأجهزة الحكومية، في مواجهة "خطر" اعتبرته غير مقبول على الصعيد الأمني. وكذلك منعت تايوان الأسبوع الماضي موظفيها الحكوميين من استخدام تطبيقات الشركة الصينية الناشئة. وكذلك بريطانيا وولاية تكساس الأميركية.
وأثار تطبيق "ديب سيك" ضجة كبيرة في الأسواق العالمية مؤخراً، بعدما أظهر قُدرات تضاهي أفضل النماذج الأميركية، لكن بتكلفة أقل بكثير، وفقاً للشركة المطوِّرة.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لشركة بالميرا، جمال المحاميد، إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يستخدم "سياسة خصوصية" واحدة تقريباً، ويتماثل "ديب سيك" و"شات جي بي تي" في الكثير من الأمور بشأن استخدام بيانات المستخدمين من استفسارات وأوامر ويتعلم منها، وكذلك يحصل على الوثائق.
وأضاف المحاميد، في مقابلة مع "العربية Business"، أن الذكاء الاصطناعي يتطور حسب تلك المعلومات التي يحصل عليها من بيانات شخصية وغيرها، مشيراً إلى المخاوف من وضع ملفات سرية على نماذج الذكاء الاصطناعي، وليس خطراً تواجده على جهاز الحاسوب الذي يستخدمه الموظف.
بالمقارنة بين "ديب سيك" و"شات جي بي تي" من "أوبن إيه آي" فإن "ديب سيك" آمن أكثر من "شات جي بي تي" وفق جمال المحاميد، نظراً لأن "ديب سيك" مفتوح المصدر ويمكن وضعه على جهاز الحاسوب ويعمل دون إنترنت وبالتالي فهو يطرح خيار أن يكون المستخدم آمن بشكل كامل بشأن مشاركة البيانات للسيرفرات الموجودة في الصين، وذلك يختلف مع "OpenAI".
"يجب أن يكون هناك وعي للناس من ناحيتين الأولى الذكاء الاصطناعي يمكن أن نسميه ثقبا أسود يستخدم أي طاقة ممكن تعطيها له ويسحبها بحيث يتعلم ويظهر مخرجات أفضل، ولذلك يجب أن تكون الناس حذرة بالمعلومات عند مشاركتها مع نماذج الذكاء الاصطناعي".
وأضاف أنه يجب الوعي عند وضع عليه وثائق سرية".
وبينما تواصل عدة دول حول العالم حظر تطبيقات الذكاء الاصطناعي لا سيما "ديب سيك" الصيني"، إذ حذفت شركة غوغل في خطوة مثيرة للجدل تعهدها بعدم تطوير الذكاء الاصطناعي للأسلحة أو أنظمة المراقبة من موقعها الإلكتروني، في تحديث تم رصده لأول مرة من قبل وكالة "بلومبرغ".