اشتعلت المخاوف من ركود عالمي الأسبوع الماضي بعد توقيع الرئيس دونالد ترامب على خطة التعريفات الجمركية الشاملة مساء الأربعاء.
وفي خطاب ألقاه يوم الجمعة أمام صحفيي الأعمال في أرلينغتون بولاية فرجينيا، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إننا لم ندخل في ركود بعد، مشيراً إلى انخفاض معدل البطالة وتوقعات تضخم "راسخة" على المدى الطويل على الرغم من "التوقعات غير المؤكدة للغاية".
ورغم أن باول قال إن الاقتصاد يبدو قوياً حالياً، إلا أنه وفقاً لأحدث البيانات، "أتفهم حالة عدم اليقين التي تُثقل كاهل الناس".
في غضون ذلك، رفع بنك جي بي مورغان احتمالات حدوث ركود في الولايات المتحدة والعالم إلى 60% بحلول نهاية العام، ارتفاعاً من 40% سابقاً.
وقال استراتيجيون في جي بي مورغان في مذكرة بحثية يوم الخميس: "لقد اعتُبرت السياسات الأميركية المُزعزعة للاستقرار أكبر خطر على التوقعات العالمية طوال العام".
كما حذّر محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في أليانز، يوم الجمعة من أن خطر الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة "قد أصبح مرتفعاً بشكل غير مريح".
نصائح خبراء المال
من جانبه، قال المخطط المالي المعتمد ورئيس شركة بون فيد ويلث في نيويورك، دوغلاس بونبارث، عن المحادثات التي يجريها مع عملائه: "هناك بعض التوتر".
ورغم أن الأسهم تضررت بشدة يوم الجمعة، قال بونبارث، عضو مجلس المستشارين الماليين في شبكة "CNBC": "ننصحهم بالتركيز على الأساسيات وما يمكنهم التحكم فيه، وهذا يعني الحفاظ على احتياطي نقدي قوي وانضباط في التدفق النقدي حتى يتمكنوا من البقاء في السوق والشعور بالثقة في الاستفادة من فرص الشراء"، وفقاً لما اطلعت عليه "العربية Business".
ويقول خبراء آخرون إنه سواء كان هناك ركود أم لا، فإن الحفاظ على تدفق نقدي ثابت واستراتيجية استثمارية ثابتة أمر بالغ الأهمية.
بدوره، قال بريستون تشيري، مؤسس ورئيس شركة Concurrent Financial Planning في غرين باي، ويسكونسن: "أفضل طريقة لإدارة هذه اللحظات هي تعظيم ذاتك الحالية والمستقبلية، أي حجب أي ضوضاء لا تنطبق على خطتك".
وأضاف تشيري، أن السماح للعواطف بالتدخل هو "أحد أكبر التهديدات للحياة والخطط المالية".
ويقول المستشارون إنه عندما يتعلق الأمر بتحمل التقلبات، فمن المتوقع حدوث انخفاضات حادة في السوق.
وقال تشيري: "سوق الأسهم غير قابل للتنبؤ، ولكن تاريخياً، هناك اتجاه في كيفية تعافي السوق".
وأضاف: "في السنوات التي تشهد تصحيحات وانخفاضات في السوق، تكون هذه هي أسوأ الأيام، والتي تتبعها أفضل الأيام".
في الواقع، فإن أفضل 10 أيام تداول من حيث نسبة الربح لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 على مدى العقود الثلاثة الماضية حدثت جميعها خلال فترات الركود، وغالباً ما كانت قريبة من أسوأ الأيام، وفقاً لتحليل "ويلز فارغو" الذي نُشر العام الماضي.
وقال تشيري: "إن الخروج من السوق وتفويت أفضل الأيام والدورات التي تلي فترات الركود أضرّ بشكل كبير بمحافظ الاستثمار على المدى الطويل".
وأضاف بونبارث أن عملاءه "يدركون أيضاً أن التقلب وعدم اليقين جزء من اللعبة، والأهم من ذلك، أنهم يعرفون ألا يبيعوا في حالة من الفوضى".