يبدو أن قرار إشعال نار الاشتباك الداخلي قد تم نقله من مخيم عين الحلوة إلى مخيم جنين، وأن هؤلاء لن يروق لهم الأمر حتى يجعلوا الدم مسفوكاً في الطرقات.
وهل يظن اليوم من خرج مهدداً متوعداً ان الامور ستقف عند تهديده و وعيده ام انه يعتمد على رد فعل السلطة الوطنية الفلسطينية ورجالاتها في المؤسسة الأمنيّة الذين لن يسمحوا لهذا العبث الإيراني بالإنتقال من ساحة لبنان إلى ساحة الضفة.
على الجميع الاستفاقة ومن قرر توجيه سلاحه للسلطة ومقراتها وأبنائنا لا يلومن اليوم إلا نفسه، فمن خرج ليصرح خطفاً بخطف وقتل بقتل ليعلنها حرباً طاحنة مدعياً أن من يوجه السلاح خارجاً عن الدين، ويدعي أن سلوكه ردة فعل فلنرجع قليلاً للوراء.
مرت أشهر كثيرة وكان إطلاق النار يستهدف المقاطعة في جنين ولم تخرج طلقة رداً على ذلك والكل في جنين يعرف ذلك وفي كل مرة يخرج من أطلق النار معتذراً ببيانات موثقة أنه إستعجل الأمر وتم تضليله.
لكن يبدو أن البعض استسهل إطلاق النار على المقاطعة بل وحرق مقر الشرطة حتى وصل الأمر إلى إطلاق النار بشكل مباشر على دورية تابعة للضابطة الجمركية بقصد القتل (والتي هي دورية تختص بالقبض على المهربين والبضائع الفاسدة) ليخرج اليوم أحدهم ليقول مدعياً أنه يستهدف رفض الاعتقال السياسي.
الصورة تضح أكثر ، الدفع باتجاه الصدام لتأليب الرأي العام وسفك الدم ليكون مادة لتبرير فكره القاتل .
هي لحظة الحقيقة بين زيف الادّعاء وجرأة الفعل، فمن أراد المقاومة يعلم الطريق، ومن أراد استسهال إطلاق النار على المقاطعة عليه أن يعلم أن زمن السكوت والقبول على قاعدة عدم حرف البوصلة قد ولى، والبادئ أظلم.