بقلم | عصام ابو حجازي
على ضوء ما اثره لقاء روما من جدل وتساؤولات، وقبل ان اكتب هذا المقال سألت رفاق مصطفى البرغوثي القدامى في الحزب الشيوعي الفلسطيني، والذي اصبح اسمه حزب الشعب، بعد انهيار الإتحاد السوفياتي، والمعروف ان البرغوثي، قد انشق عن الحزب واسس حركة المبادرة الوطنية، وهنا نورد ما قالوه عن رفيقهم، كلهم تقريبا أجمعوا على انه انتهازي وفردي لا يستطيع العمل ضمن الفريق او مجموعة " one man show "، والجميع اكد انه شخص وصولي وتغريه الاضواء ومستعد ان يفعل اي شيء كي يبقى زعيما، وهو يحلم ان يكون يوما رئيسا ولو بدعم حماس واي قوة اخرى على طريقة المرزوقي في توتس الذي نصبته حركة النهضة الاخوانية رئيسا، وكان دمية في٠ يد قيادتها تحركه للإتجاه الذي تريد. وأنتقده رفاقه ان سطى على جمعية الإغاثة الطبية، التي اسسها الحزب وتحولت الى دكانة له، بعد ان كان اعضاء الحزب يعملون فيها متطوعين.
ولفت الرفاق نظري لنقطة مهمة عن حركة المبادرة الوطنية التي يتزعمها مصطفى البرغوثي. وسالوني ان كنت اعرف احد من قيادة هذه الحركة غير مصطفى. وبالفعل تبين لي انه هو المبادرة والمبادرة هو، مرة أخرى يكتشف المتابع مدى فردية البرغوثي ورغبته في تصدر المشهد دون ان يشاركه احد حتى من المبادرة. ولكن اخطر ما اطلعني عليه رفاق مصطفى القدامى وحتى من الأوسط الاخرى، هو ملف الفساد المتعلق به والموجود في هيئة الفساد حول حسابات بنكية له في سويسرا. لها علاقة بالاغاثة الزراعية، وتم تجميد الملف لاسباب وطنية، لان الامر يتعلق بتيار سياسي وليس بفرد.
وفي العودة للقاء مصطفى البرغوثي مع شلومو بن عامي في روما ، تبين انه ليس اللقاء الأول، وانما سبقه لقاء في مدينة قرطبة الإسبانية قبل سنوات، وربما لقاءات لا يعلم بها احد. وهو ما يؤكد ان ما تم في روما ليس صدفة كما إدعى، ولم يفاجأ به البرغوثي ولا بالحضور ولا بوجود بن عامي، وزير الامن الإسرائيلي الأسبق. وهنا يتضح ان مصطفى يكذب وعندما يكذب الشخص فأنه يخفي امرا اكثر خطورة، وفي إعتقاد كثير من المراقبين ان قناة البرغوثي وبن عامي هي قناة بعلم حركة حماس وربما محور المقاومة، وتعمل كقناة خلفية تدعم دويلة حماس في غزة، وتسوقها في الاوساط الإسرائيلية والاوروبية كحركة يمكن ان تصنع سلاما مع إسرائيل. ولكن السؤال ما الذي قد يجنيه البرغوثي من هذا الدور القذر، والذي يمثل اسوا انواع التطبيع، لانه تطبيع من شخص يقدم نفسه انه نصير " المقاومة " ومناضل شرس ضد التطبيع ويقوم بدوره التطبيعي بالسر؟
ما يامل هذا الانتهازي والوصولي بلا حدود ولا مبادئ، ان تقدمه حماس وحلفائها كمرشح للرئاسة الفلسطينية، لان حماس لا تستطيع ضمن واقعها الحالي ان تمسك بالرئاسة مباشرة. وانها بحاجة لدمية وليس لها افضل من هذه الشخصية التي وصفها رفاقها القدامى بأنه فردي ووصولي وإنتهازي حتى النخاع، لذلك ترك حزبه واسس دكانة على مقاسه فقط.
ربما من الضروري ان نورد بعض جوانب ذكاء وفطنة مصطفى، كما تحدث عنه رفاقه القدامى هم لا يشككون بوطنيته، وقدرته الفائقة على نسج العلاقات خاصة مع الأوروبيين والأجانب، وقالوا انه يمتلك شبكة علاقات اوروبية واسعة، ومن هنا أهميته بالنسبة لحماس وجماعة الاخوان، ولكن ما تضح بعد لقاء روما انه يمتلك ايضا شبكة علاقة مع إسرائيليين. واصبح واضحا ان مصطفى يدرك ان طموحاته تتطلب رضى الاسلام السياسي، وحماس تحديدا، ورضى محور المقاومة، وداعميه الإقليمين، ودولة مثل قطر لها علاقات مصالح متشعبة مع الاميركيين والاوروروبين وما يبدو أنه نقيضهم من محور المقاومة، ولكن لتكتمل الدائرة، فإن مصطفى يجب ان يحظى برضى الاميركان ومباركتهم، ودعم إسرائيلي من تحت الطاولة.
فالسؤال، الى اين اخذت مصطفى وصوليته وإنتهازيته وحبه " المرضي " بالظهور والبقاء في دائرة الضوء؟
كل هذا يمكن ان يكون مقبولا ولكن ان تقدم نفسك بأنك المحارب ضد التطبيع، وتقدم نفسك انك نصير المقاومة الأول، ومن تحت الطاولة تمارس ابشع انواع التطبيع، فلم يعد الصمت ممكنا، فلا بد من كشف المستور ليعرف الجميع حقيقتك لا يخدع الوصوليون والانتهازيون الشعب الفلسطيني والعرب على مختلف مشاربهم مرة أخرى.
لجنة المقاطعة إستنكرت لقاء روما التطبيعي، ولكن الغريب لم نسمع من محور المقاومة لا إستنكار ولا شجب، وهو ما يؤكد علم هذا المحور بقناة مصطفى التطبيعية.