بقلم | د.هناء الخالدي
دائما غايتنا الوطن فكرامته من كرامة المواطن .. والا نغلق عقولنا للدوران في دائرة الأحزاب التي كل همها المصلحة الحزبية على حساب المصلحة الوطنية .. لذلك تحت اي حجة لا تتحقق الوحدة الوطنية للارتباط بمشاريع وتحالفات خارجية .. ومن يعرقل الرؤية والبرامج والآليات التي يلتف حولها الكل الفلسطيني .. وكاننا ننشطر عن القاعدة وأصبحت القضية الفلسطينية مصابة بالعطب من الجذور وبشكل يقسمنا الى فرقاء .. فريق يدافع عن أي عمل يرفع شعار البندقية دون النظر الى حجم الخسائر المادية والبشرية ويتشبت برأيه وعقيدته ومن المستحيل اقناعه بخطأ التكتيك التي توجه به البندقية وان هذه البندقية بتوجهاتها قد تعمل شروخ في الجبهة الداخلية وتفقد حاضنتها الشعبية بسبب ما لحق بها من الخلل والنواقص التي تسبب نتائج عدائية لم تحمد عقباها .. و الفريق الاخر عاني من ظلم الحزب الحاكم والاقصاء واتهامه بالخيانة والعمالة وحرمانه من كل حقوقه بسبب معارضته .. لذلك عارض كل من يناصر الحزب الحاكم وأصبح حاقد له أكثر من الاحتلال .. والفريق الاخير هو الفريق المستقل .. تارة يهاجم الأحزاب وتارة يؤيد حزب ويعارض الآخر دون القيام بواجبه النضالي والاجتماعي والشعبوي لكنه يمارس دوره الحيادي .. لذلك اصبحنا نعاني من افراغ للوعي وانشغلنا في التباكي على توافه الأمور حتى تطورت أصبحت كوارث لا يحمد عقباها ..
ربما يكون لكل طرف مبرراته .. ولكن الذي لا يمكن ادراكه أن يظل انقسامنا على قاعدة من العدائية تجعل اغتيال بعضنا جزء من صراعنا مع العدو ..
لا أحد على صواب إن ظن أنه يملك حصريا ناصية الحق والحقيقة .. أو أنه على حق ظالما ومظلوما وانه هو الفذ الذي يدرك ما لا نفهمه بكافة الابعاد .. لذلك على الجميع أن يعي أن وحدة الشعب والقضية هي الغاية الاسمى اما آليات مقاومة العدو ليست هي المشكلة بل وحدة القرار الفلسطيني واستقلاله والإجماع الفلسطيني بكل شرائحه واطيافه وفصائله حول طريقة النضال .. ولنا في الرئيس الرمز ابو عمار قدوة حسنة.. الانتفاضة الأولى وحدتنا خلف حجر وملتوف لكن الآن الكل يعي الى حجم المؤامرة .. وما هو الفرق بين المقاومة والمقامرة .. وان المقاومة لها أساليب وبرامج وطنية تحافظ علي كرامة الإنسان وتعزيز صموده اولا مع المطالبة بتحرير الأرض اخذين بعين الاعتبار موازين القوي و تحالفات قوي الشر مع العدو ومقدار الخسائر المادية والبشرية مع وضع اهداف سياسية يمكن الوصول إليها في ظل حالة العجز الداخلي والعجز العربي ..
للاسف ما يحصل بغزة الان هو مقامرة ومغامرة لا يخوضها عاقل إلا إذا رهن قراره لمصادر التمويل ومحل الإقامة و الامتيازات وبذلك ضاع المواطن والوطن .. نحتاج برامج واليات مدروسة في الربح والخسارة ومرتبطة برؤية سياسية تعود على الشعب والقضية فهناك فرق بين الحرب المفتوحة وحرب الشعب طويلة النفس والتي تتحرك ضمن القراءة الدقيقة للعدو والاقليم والمنظومة الدولية .. قراءة تأخذ ابعاد سياسية وكيفية استخدام وتناغم العمل النضالي مع العمل السياسي ..