شبكة يافا الإخبارية| أطلق فرانز لوف، منسق الطوارئ لدى منظمة «أطباء بلا حدود» في قطاع غزة، تحذيرًا عاجلًا وصف فيه الأوضاع الإنسانية والطبية في القطاع بأنها «من بين أحلك فصول الحرب» منذ اندلاعها في السابع من أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن تصاعد الأعمال العسكرية منذ 18 مارس/آذار أدى إلى تفاقم الوضع بشكل كارثي.
وقال لوف في بيان رسمي اليوم، إن القوات الإسرائيلية كثفت عملياتها العسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة، ما أدى إلى تهجير السكان قسرًا بصورة جماعية، عبر أوامر إخلاء متكررة، إضافة إلى استهداف العاملين في المجالين الطبي والإنساني وقتلهم.
وأضاف أن هذه الممارسات تأتي في ظل حصار كامل مستمر على القطاع منذ أكثر من 50 يومًا، مؤكدًا أن ما يجري هو «جهد ممنهج لتفكيك النظام الصحي في غزة، وتعطيل أي استجابة إنسانية فعالة قائمة على المبادئ».
ولفت إلى أن منظمة «أطباء بلا حدود»، إلى جانب معظم الجهات الإنسانية الفاعلة في غزة، تواجه معضلات تشغيلية يومية في ظل واقع ميداني متقلب وخطر لا يمكن التنبؤ به. وقال: «هل ننقل طواقمنا من موقع لآخر من دون تأكيد من القوات الإسرائيلية بعد إخطارهم؟ هل نستمر في العمل داخل مرافق طبية تتعرض لهجمات متكررة؟ كيف نوسع أنشطتنا في ظل غياب تام للإمدادات والوقود؟».
وأشار لوف إلى أن الغارات الإسرائيلية تستهدف حتى المركبات الخدمية مثل الجرافات وصهاريج المياه وشاحنات الصرف الصحي، مما يهدد الصحة العامة في القطاع ويحول دون الوصول إلى الحد الأدنى من الخدمات الأساسية.
وذكر أن آليات الحماية التي كانت تزعم القوات الإسرائيلية أنها توفرها للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، تحولت إلى مجرد «ذرٍ للرماد في العيون»، مؤكدًا أن أكثر من 50 ألف فلسطيني قُتلوا منذ بدء الحرب، وفقًا لوزارة الصحة، فيما قضى ما لا يقل عن 409 من عمال الإغاثة، بحسب معطيات الأمم المتحدة.
كما أشار إلى أن الأوضاع في مناطق النزوح البديلة التي تفرضها أوامر الإخلاء الإسرائيلية شديدة الاكتظاظ، ولا توفر أي ضمانات أمنية للعاملين في المجال الإنساني، ما يجعلها مناطق خطرة بطبيعتها.
وختم لوف بالقول إن السلطات الإسرائيلية «تستخدم المساعدات كسلاح سياسي»، عبر فرض قيود تعسفية على الجهات الدولية، بينما تتظاهر بإتاحة وصول إنساني، ما يضطر العاملين في القطاعين الطبي والإغاثي للمساومة على سلامتهم ومبادئهم الأساسية.