شبكة يافا الاخبارية | قال وزير جيش الاحتلال، إسرائيل كاتس هذا الأسبوع ، بأن قوات الاحتلال ستبقى في المناطق العازلة التي أنشأتها في غزة حتى بعد أي انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، في تصريحات قد تُعقّد جهود إحياء الهدنة في القطاع المدمر.
وتشمل المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل الآن أراضٍ شاسعة على طول حدود غزة، بالإضافة إلى ما يُسمى بممر نتساريم الذي يفصل الشمال عن الجنوب، ومنطقة عازلة جديدة في الجنوب. وتُشكّل هذه المناطق مجتمعةً 30% من أراضي غزة، وفقًا للجيش الإسرائيلي.
وفي معرض شرحه لما وصفه بـ"سياسة إسرائيل في غزة"، قال يسرائيل كاتس إنه "على عكس الماضي، فإن الجيش لن يُخلي المناطق التي تم تطهيرها ومصادرتها". وأضاف: "سيبقى الجيش في المناطق الأمنية كمنطقة عازلة بين العدو والتجمعات السكانية في أي وضع مؤقت أو دائم في غزة، كما هو الحال في لبنان وسوريا" - حيث سيطرت إسرائيل مؤخرًا على أراضٍ واسعة هناك.
وأكدت تصريحات كاتس، التي كررت أيضًا إصرار إسرائيل على أن يكون "نزع سلاح حماس ونزع سلاح غزة" شرطين لإنهاء الحرب، الأمر الذي يوسع الفجوات الكبيرة بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة، في الوقت الذي يحاول فيه الوسطاء إحياء الهدنة.
وأصرّ الجانب الفلسطيني مرارًا وتكرارًا على ضرورة انسحاب الاحتلال كجزء من أي وقف دائم للأعمال العدائية، وقاومت الدعوات إلى نزع سلاحها. وأكدت على هذا الموقف بعد إعلان كاتس.
ويُعد ما قاله كاتس أحدث تشديد في نهج إسرائيل منذ استئنافها الحرب الشهر الماضي، وقطعها إمدادات الغذاء والوقود والأدوية والمساعدات الإنسانية عن 2.2 مليون شخص يعيشون في القطاع.
ويدعي المسؤولون الإسرائيليون بأن موقفهم هو السبيل الوحيد لإجبار الفلسطينيين على إطلاق سراح 59 أسير إسرائيليًا من القطاع، ومع ذلك، حذر مسؤولو الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من أن تجدد القتال والحصار الشامل قد فاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية.
وبحسب "فاينانشال تايمز"، يستغل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو فكرة طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي أطلقها من البيت الأبيض (بحضور نتنياهو) يوم 4 شباط الماضي بشأن طرد الفلسطينيين من قطاع غزة، والاستيلاء على القطاع، وفسح المجال أمام شركات العقارات الأميركية لتحويل القطاع إلى شقق سكنية راقية، وهي الفكرة التي لاقت هوى لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء تحالفه المتطرف، وأعطته ضوءا أخضرا لتصعيد حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة .
وقد وصف نتنياهو الفكرة، التي شُجبت حول العالم بوصفها "تطهيرًا عرقيًا"، بأنها "الخطة الوحيدة القابلة للتطبيق ولفتح المجال أمام مستقبل مختلف" للمنطقة.
وعبر السكان عن خشيتهم من وضع الفكرة موضع التنفيذ بعد اختراق إسرائيل هدنة استمرت لشهرين.
وفرضت إسرائيل حظرًا على الطعام والمساعدات الإنسانية المستمر منذ 55 يومًا، وأعلنت عن "وحدة للهجرة الطوعية" من أجل تشجيع السكان على الهجرة، في وقت وسعت فيه ما أطلقت عليه المحاور الآمنة التي ستُبقي فيها الجنود حتى بعد نهاية الحرب.
وحصلت إسرائيل في تصعيدها للحرب على دعم من الرئيس الأميركي ترمب. وأيد سفيره الجديد لإسرائيل، مايك هاكابي، فكرة منع المساعدات للقطاع، حيث حث المجتمع الدولي على زيادة الضغط على غزة.